سورة الواقعة - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الواقعة)


        


قوله جلّ ذكره: {أَفَرَءَيْتُمُ النَّارَ الَّتِى تُورُونَ ءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ المُنشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ}.
وَرَى الزَّنْدَ يُرَى فهو وارٍ.. وأَوْراه يُورِيه أي يَقْدَحُه.
يعني: إذا قدحتم الزند.. أرأيتم كيف تظهر النار- فهل أنتم تخلقون ذلك؟
أأنتم أنشأتم شجرتها- يعني المَرْخ والعَفَار- أم نحن المنشئون؟
{نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً}: أي يمكن الاستدلالُ بها.
{وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ}: يقال: أقوى الرجلُ إذا نزل بالقواء أي: الأرض الخالية.
فالمعنى: أن هذه النار {تَذْكِرةً} يتذكَّر بها الإنسان ما توعده به في الآخرة من نار جهنم، و{وَمَتَاعاً}: يستمتع بها المسافر في سفره في الانتفاع المختلفة.
قوله جلّ ذكره: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}.
أي: اسبحْ بفكرك في بحار عقلك، وغُصْ بقوة التوحيد فيها تَظْفَرْ بجواهر العلم، وإيَّاك أَنْ تُقَصِّرَ في الغوص لسببٍ أولآخَر، وإياك أن تتداخَلَكَ الشُّبَهُ فيتلفَ رأسَ مالِك ويخرجَ من يدك وهو دينُك واعتقادك.. وإلاَّ غرقتَ في بحار الشُّبَه، وضَلَلْتَ.
وهذه الآيات التي عَدَّها الله- سبحانه- تُمَهِّدُ لسلوكِ طريقِ الاستدلالِ، فكما في الخبر «فِكْرُ ساعةٍ خيرٌ من عبادةِ سَنَةٍ»- وقد نبَّه الله سبحانه بهذا إلى ضرورة التفكير.
قوله جلّ ذكره: {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرءَانٌ كَرِيمٌ فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}.
قيل: هي مواقع نجوم السماء. ويقال: موقع نجوم القرآن على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم.
{إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ}: والكَرَمُ نَفْيُ الدناءة- أي: أنه غير مخلوق ويقال: هو: {لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ}: لأنه يدل على مكارم الأخلاق.
ويقال هو قرآن كريمٌ أنه من عند ربٍّ كريم على رسولٍ كريم، على لسانَ مَلَكٍ كريم. {فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ}: يقال: في اللوح المحفوظ. ويقال: في المصاحفَ. وهو محفوظ عن التبديل. {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} عن الأدناس والعيوب والمعاصي.
ويقال: هو خَبَرٌ فيه معنى الأمر: أي لا ينبغي أَنْ يَمَسَّ المصحفَ إلا مَنْ كان مُتَطهِّراً من الشِّرْكِ وعن الأحداث.
ويقال: لا يجد طَعْمَه وبَرَكَته إلاَّ مَنْ آمَنَ به.
ويقال: لا يقربه إلاَّ الموَحِّدون، فأمَّا الكفَّار فيكرهون سماعَه فلا يقربونه.
وقرئ المُطَهِّرون: أي الذين يُطَهِّرون نفوسَهم عن الذنوب والخُلُقِ الدَّنيّ.
ويقال: لا يَمَسُّ خبره إلاَّ من طُهِّر يومَ القسمة عن الشقاوة.
ويقال: لا يَمَسُّ خبره إلاَّ مَنْ طَهَّر سِرَّه عن الكون.
ويقال: المطهِّرون سرائرَهم عن غيره.
ويقال: إلا المُحْتَرِمون له القائمون بحقِّه.
ويقال: مَنْ طُهِّرَ بماء السعادة ثم بماء الرحمة.
{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} أي: مُنَزَّل من قِبَلهِ- سبحانه.


قوله جلّ ذكره: {أَفَبِهَذَا الحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}.
أبهذا القرآن أنتم تُنافِقون، وبه تُكَذِّبون.
{وَتَجْعَلُون رِزْقَكُمْ}: كانوا إذا أُمْطِروا يقولون أُمْطِرْنا بِنَوْءٍ كذا.
يقول: أتجعلون بَدَلَ إنعامِ اللَّهِ عليكم بالمطر الكفرانَ به، وتتوهمون أن المطرَ- الذي هو نعمةٌ من الله- من الأنواء والكواكب؟!.
ويقال: أتجعلون حظَّكم ونصيبَكم من القرآنِ التكذيبَ؟
قوله جلّ ذكره: {فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ}.
يخاطِبُ أولياء الميت فيقول: هَّلا إذا بَلَغتْ روحُه الحلقوم، وأنتم تنظرون إلى هذا المريض، رجعتم إلى الله تعالى وتحققتم به؟ فنحن أقرب إليه منكم بالعلم والرؤية والقدرة..... ولكن لا تبصرون!
ويقال: أقرب ما يكون العبدُ من الحقِّ عندما يتم استيلاءُ ذِكْرِه وشهودِه عليه، فينتفِي إِحساسُ العبدِ بغيره، وعلى حسب انتفاءِ العلمِ والإحساسِ بالأغيار- حتى عن نفسه- يكون تحقُّق العبد في سِرِّه حتى لا يرى غير الحَقّ.
فالقرب والبعد معناهما: أنَّ العبد في أوان صحوه وأنه لم يُؤْخَذْ- بَعْدُ- عن نفسه؛ فإذا أُخِذَ عنه فلا يكون إلا الحق لأنه حينئذٍِ لا قُرْب ولا بُعْدِ.


قوله جلّ ذكره: {أَفَبِهَذَا الحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}.
أبهذا القرآن أنتم تُنافِقون، وبه تُكَذِّبون.
{وَتَجْعَلُون رِزْقَكُمْ}: كانوا إذا أُمْطِروا يقولون أُمْطِرْنا بِنَوْءٍ كذا.
يقول: أتجعلون بَدَلَ إنعامِ اللَّهِ عليكم بالمطر الكفرانَ به، وتتوهمون أن المطرَ- الذي هو نعمةٌ من الله- من الأنواء والكواكب؟!.
ويقال: أتجعلون حظَّكم ونصيبَكم من القرآنِ التكذيبَ؟
قوله جلّ ذكره: {فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ}.
يخاطِبُ أولياء الميت فيقول: هَّلا إذا بَلَغتْ روحُه الحلقوم، وأنتم تنظرون إلى هذا المريض، رجعتم إلى الله تعالى وتحققتم به؟ فنحن أقرب إليه منكم بالعلم والرؤية والقدرة..... ولكن لا تبصرون!
ويقال: أقرب ما يكون العبدُ من الحقِّ عندما يتم استيلاءُ ذِكْرِه وشهودِه عليه، فينتفِي إِحساسُ العبدِ بغيره، وعلى حسب انتفاءِ العلمِ والإحساسِ بالأغيار- حتى عن نفسه- يكون تحقُّق العبد في سِرِّه حتى لا يرى غير الحَقّ.
فالقرب والبعد معناهما: أنَّ العبد في أوان صحوه وأنه لم يُؤْخَذْ- بَعْدُ- عن نفسه؛ فإذا أُخِذَ عنه فلا يكون إلا الحق لأنه حينئذٍِ لا قُرْب ولا بُعْدِ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6